اخر تحديث
الخميس-18/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ شراء الأعداء فنّ !
شراء الأعداء فنّ !
24.02.2021
عبدالله عيسى السلامة
يحرص الناس ، في العادة ، على كسب الأصدقاء ، والمحافظة على مودتهم ! أمّا كسب الأعداء ، فحالة نادرة ، أو شاذّة ، بين العقلاء !
فالصديق : بمثابة أخ ، يساعد أخاه في النوائب ، ويعينه فيما يحتاجه من أمورالحياة ! وقد روي عن الإمام عليّ ، قوله :
إنّ أخاك الحقّ مَن يجري معكْ ومَن يضرّ نفسَه لينفعـكْ
ومَن إذا ريبُ الزمـان صدّعكْ شتّت فيك شَملَه ، ليَجمعكْ!
وقال بعض الشعراء في القديم ، حول المحافظة على الصديق ، وعدم التفريط به :
إذا كنتَ في كلّ الأمـور معاتبـاً صديقك ، لم تلقَ الذي لاتعاتبُهْ
فعشْ واحداً، أو صِلْ أخاك ، فإنه مُقارف ذنبٍ، مرّة ، ومُجانبُـهْ
وقيل :
ولستَ بمستبقٍ أخاً ، لا تَلمّه على شَعَثٍ ، أيُّ الرجال المهذّبُ !
وقد صدرت ، عن مركز كارنيجي ، دراسات حول هذا الأمر، من أهمّها : كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس !
أمّا كسب الأعداء، فيكون في حالات خاصّة، لدى العقلاء ! ولن نتحدّث عن البله والحمقى، فهؤلاء لايبالي أحدهم ، بجعل الناس أعداء له ؛ بل بتحويل الأصدقاء إلى أعداء !
ومن أهمّ حالات كسب الأعداء ، أو شراء بعض الناس ، ليكونوا أعداء ، وإغراء بعضهم بالمال والمصالح المادّية ؛ لاسيّما السياسية .. نقول : من أهمّ الحالات السائدة ، اليوم ، مايجري في عالمنا العربي والإسلامي ؛ إذ تحرص أمريكا وإسرائيل ، على سبيل المثال، على جعل دولة من دول الشرق الأوسط ،عدوّة ، والمتاجرة بعداوتها ، ونشر ذلك في وسائل الإعلام ، بتركيز شديد .. وذلك ؛ لخداع بعض الدول الصغيرة ، التي تخاف من تلك الدولة .. ثمّ إغراء هذه الدول الصغيرة ، بحمايتها من الدولة العدوّة ، التي تحرص على التهامها ، أو الاعتداء عليها ! ونرى ، اليوم ، سباق بعض الدول الصغيرة والضعيفة ، باتجاه أمريكا وإسرائيل ، لحمايتها سياسياً وعسكريا ، من تلك الدولة العدوّة ! ويشمل ذلك، بالطيع ، إمداد الدويلات الصغيرة والضعيفة ، بالسلاح ، مقابل أموال طائلة ، لتحمي نفسها من الدولة العدوّة ! وقد تكون تلك الدولة عدوّة حقيقية ، حريصة على اجتياح الدول الصغيرة الضعيفة .. لكن المبالغة في تضخيم قوّة تلك الدولة العدوّة ، يكمن وراءها بعض الأسباب المذكورة آنفاً !
لكن ؛ هل تربح الدولة العدوّة ، من هذه اللعبة شيئاً ؟ أجل ، تربح أشياء كثيرة ، من أهمّها:
إضعاف الدول الصغيرة ، بل زيادة ضعفها مالياً - عبر نهب أمريكا لأموالها – وعسكرياً، بأبقائها ضعيفة ، تحتاج إلى حماية أمريكا ، دون أن تخسر هذه الدولة العدوّة شيئاً ، سوى محاصرتها، في الظاهر.. وفرض عقوبات مالية ، على بعض أفرادها ومؤسّساتها ، بما تستطيع التخلص منه ، بوسائل كثيرة ، عبر أصدقائها الآخرين ، وبغضّ نظر من قبل أمريكا ، عن ذلك ! ثمّ تتفاوض أمريكا والدولة العدوّة ، حول الأسلاب !
إنها لعبة شراء الأعداء .. وهي لعبة شيطانية ، يمارسها شياطين الإنس ، على مغفّليهم !